نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 50
فعليُّ
(ع) التلميذ الأوَّل للمعلم الأوَّل الذي علّم الناس، بلْ وحتّى الملائكة
والمخلوقات الأُخرى، وعلي (ع) هُوَ المعلم الثّانِي، وفاطمة (س)، تلميذة أولى
ومعلمة ثانية، وهكذا كُلّ سلسلة المعصومين (عليهم السلام) صالح بَعْدَ صالح وصادق
بَعْدَ صادق، وَمِنْ الواضح أنْ تأديب النَّبي (ص) لعلي وفاطمة (عليهما السلام)،
أو أحد المعصومين للمعصوم الآخر لَيسَ مِنْ قبيل التأديبات الخُلقية المعروفة مِنْ
حسن الخلق؛ لأنَّ هذهِ أدنى درجات التأديب، بلْ التأديب هُوَ عَلَى مُستوى الظاهر
وا لباطن، بلْ كُلّ طبقات الباطن بما لا يمكن إدراكه، ولذلك المؤدب يصف خلق الأديب
في الكتاب الكريم:(وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[1].
أدبني
ربي:
وإذا وصف
القُرآن العظيم شيء بأنَّه عظيم، فيا ترى ما هي عظمته ...؟
[2]، وقوله (ص): «أنا أديب الله» [3]
فيه إشارة إلى حديث آخر، وَهُوَ قوله (ص): «تخلّقوا بأخلاق الله»
[4]، فالله جَلَّ جَلَالَهُله منظومة مِنْ الخُلق العالي العظيم في مقام
فعله لا ذاته، وكَانَ أعظم مِنْ طبقها وسار عليها هُوَ النَّبي (ص) وأهل بيته
(عليهم السلام)، فالقرآن الكريم يكشف لنا شيئاً مِنْ تلك المنظومة الخُلقية
والتأديبية الإلهية