responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 218

والرواية طويلة يرويها الإمام الصادق (ع) ويُبيِّن فيها بعض الصور الَّتِي تُشير إلى شجاعة عبدالمطلب (ع) وبقاءه في ميدان المعركة يدعو الله، وقدْ أرسل عبدالله ليصعد جبل أبي قبيس، وحينما بشّره عبدالله بالطير (الأبابيل)، قَالَ عبدالمطلب لقريش- قبل هجوم الطُّيور- اذهبوا فخذوا غنائمكم إشارة منه إلى يقينة بنصر الله لبيته المحرم وَهُوَ حينما قَالَ: «إنَّ للبيت رب هُوَ أمنع له مِنْ الخلق كلهم وأولى به منهم» [1] هي كلمة تحدّي وتهديد، وقوة وقُدْرة في مناورة العدو للحصول عَلَى مكاسب أُخرى مِنْ خلال المُناورة في المسير والمسار وفعلًا حصل عَلَى الإبل.

هَذا فضلًا عَنْ تدبيره الخفي الذي أحكمه حَيْثُ كلّم عبدالمطلب فيل إبربهة ليثنيه عَنْ الهجوم عَلَى الكعبة واستجاب له حَيْثُ أوتى عبدالمطلب وَهُوَ وصي الأنبياء منطق المخلوقات.

دروس فِي مناورة عبدالمطلب عَلَيْهِ السلام:

والمناورة الَّتِي حصلت إنَّ إبرهة كَانَ يتوقع أنْ يتكلم سيد قريش- الفاضل الكريم- عَنْ بيت الله، وإذا به يتحدّث عَنْ شي‌ء آخر ألا وَهُوَ الإبل، وَهَذِهِ مناورة لِأنَّ العدو لَمْ يكن يتوقعها، وكأنّه يقول لإبرهة: (إنَّ خسرانك محتوم لا ريب فيه لأنّك تقاتل ملك الملوك وربّ الأرباب الواحد القهّار، وبالقطع واليقين أَنْتَ خاسر، فأنا أريد أنْ أتكلم فِي شي‌ء آخر وَهُوَ الإبل). والأمر بعينه فِي صلح الإمام الحسن (ع) مَعَ معاوية، فإنَّ صياغة بنود الصلح كانت بشكلٍ الذي يبقي عَلَى مفاصل القوة والقُدرة للإمام (ع) وأهمها: أنَّ الحسين (ع) لا يُصالح، أيّ يبقى كخط ساخن.


[1] أمالي المفيد: 313؛ بحار الأنوار: ج 131: 15.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست