المستوى العالي، تبدأ كشيء بسيط وكخلية صغيرة ثمَّ تكبر، أمَّا الجهاد فإنَّه يبدأ مِنْ الدرجة الأعلى، فَإنْ عجز عنها وجبت عليه الدرجة الأدنى وهكذا ...
التقية والكتمان حارس الإعداد:
يمكن استيضاح معنى الحراسة مِنْ عِدَّة نقاط:
أوَّلًا: وَرَدَت روايات كثيرة في الحثّ عَلَى التقيّة، حتّى عدّت مِنْ ضروريات المذهب، بلْ هُوَ وارد في مضامين آيات كثيرة، قَالَ تعالى:(إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) [1]، وهذهِ الآية وَرَدَ- فِي تفسيرها- بنحو مستفيض أو متواتر أنَّها في التقيّة، ونرى الإمام الصادق (ع) يطبقها عَلَى مثل ميثم فيقول (ع): «ما منع ميثم رحمه الله مِنْ التقيّة؟ فوالله لَقَدْ علم أنَّ هذهِ الآية نزلت في عمار وأصحابه ....» [2].
وكذلك مِنْ الآيات، قوله تعالى:(وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) [3].
كذلك قوله تعالى:(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) [4].
والتقيّة الَّتِي نُريدها في هذهِ القاعدة تقيّة في بُعْد خاص وليسَ التقيّة بعرضها العريض الشمولي، فتكون آيات وروايات التقيّة شاملة لمثل موردنا- وَهُوَ التقيّة (الذكية) الأمنية-، لعمومها وشمولها.
[1] سورة النحل: الآية 16.
[2] الكافي: ج 174: 2.
[3] سورة غافر: الآية 28.
[4] سورة آل عمران: الآية 28.