responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 123

وبهذا فالحركة والحراك ليس إعتراضا على قضاء الله وقدره، بل استمطار من سعة بحر المشيئة ومن طمطام الزخار للعلم الإلهي.

النشاط والحركة اليونسية:

لابد لأجل استيضاح المطلب من التفرقة بين الحركة اليونسية والحركة الحسينية، بين النشاط اليونسي والنشاط الحسيني:

1) نحن نعتقد أن يونس (ع) كان مسلماً لأمر الله راضياً متفائلًا بسعة رحمة الله، ولكن الفرق انه تحرك إلى خارج الحدث والمواجهة ولم يتحرك في الداخل- كما تحرك الحسين (ع)-، تحرك إلى خارج معركة الهداية، فالآية القرآنية تصف يونس أنه ظن أن لن يضيق الله عليه المسؤولية قال تعالى:(وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى‌ فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [1].

2) الظن بسعة الإرادة والرحمة الإلهية- وعدم الضيق في المسؤولية- وظّفه يونس (ع) إلى خارج معركة الهداية التي خاضها في قومه، فعندما بليت ونفذت سبل النجاح ابتغى سعة الرحمة في مكان آخر غير مكان معركته، وكان من الأولى التحرك لطلب سعة الرحمة وهو في قومه.

3) لم يكن صبره (ع) بمستوى صبر الحسين (ع) قال تعالى:(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى‌ وَ هُوَ مَكْظُومٌ) [2]، فالحسين نادى قبل أن يكون مكظوماً إستمطاراً من سعة بحر المشية.


[1] سورة الانبياء: الآية 87.

[2] سورة القلم: الآية 48.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست