نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 102
لأبي ذر
مَعَ مكانة أبي ذر.
ولعلَّ
سائل يسأل: أنَّه كيف يقتل أبو ذر سلمان وبأي معنى؟.
فنقول:
إنَّ الجهل هُوَ الذي يسبب ذلك، فالإنسان يعلم كثيراً مِنْ الأشياء ويغيب عَنْه
الأكثر وما غاب عَنْه هُوَ جاهل به وغافل عَنْ وجه الحكمة فيه، فيصعب عليه تحمله
فإذا كَانَ هَذا حال أبو ذر وَهُوَ مِنْ الدرجة التاسعة في الإيمان- كَمَا
وَرَدَ-، فما بالك بأوساط المؤمنين مِنْ الدرجات الاعتيادية النازلة في الإيمان،
فعدم تحمّلهم قدْ يؤدِّي إلى محاذير ومفاسد أعظم بكثير.
والحديث
الشريف عَنْ أمير المؤمنين (ع) يقول: «الناس أعداء ما جهلوا»
[1]، فعداوتهم نتيجة جهلهم وَمِنْ هُنا يتّضح لنا معنى قوله تعالى:(إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)[2]، فالآيات الَّتِي وَرَدَت في صفح النَّبي (ص) جاءت بلسان الإدارة
والتدبير للنبي (ص) ليدبر أُمور المُجْتَمع الإسلامي وَهُوَ أصل وقاعدة عظيمة
وأسوة لكلِّ القادة والمجتمعات، بلْ الحريّ بالسياسة الدولية وحتّى السياسة
الأُسرية أنْ تنتهج المنهج نفسه.
تبدل
الهزيمة إلى نصر:
قال
تعالى:(وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لا تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)[3]،
أحد أسباب الصبر هُوَ العلم والإحاطة العلميَّة بجميع جوانب الحدثفَكَمَا ينظر
للجانب الإيجابي كذلك ينظر إلى الجانب السلبي، وهذهِ