ثُمَّ قَالَ فِي حَقِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): إِنَ [1] جَبْرَئِيلَ (عليه السلام) نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) وَ بِيَدِهِ أُتْرُنْجَةٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَقُّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ:
قَدْ أَتْحَفْتُ ابْنَ عَمِّكَ عَلِيّاً (عليه السلام) هَذِهِ التُّحْفَةَ، فَسَلِّمْهَا إِلَيْهِ، فَسَلَّمَهَا إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام).
فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ وَ شَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَطَلَعَ فِي نِصْفٍ مِنْهَا حَرِيرَةٌ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا: «تُحْفَةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» [2]
. (2) (حديث الرطب)
عَنِ الْقَارُونِيِّ حِكَايَةً عَنْهُ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ (يَوْماً) [3] عَلَى مِنْبَرِهِ، وَ مَجْلِسُهُ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوءٌ بِالنَّاسِ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ (مِنْ) [4] سَنَةِ اثْنَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ بِوَاسِطٍ مَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فِي مَسْجِدِهِ، وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) وَ قَالَ لَهُ:
يَا مُحَمَّدُ، الْحَقُّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ: أَحْضِرْ عَلِيّاً وَ اجْعَلْ وَجْهَهُ مُقَابِلَ وَجْهِكَ. ثُمَّ عُرِجَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) عَلِيّاً، فَأَحْضَرَهُ وَ جَعَلَ وَجْهَهُ مُقَابِلَ وَجْهِهِ.
فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ثَانِياً وَ مَعَهُ طَبَقٌ فِيهِ رُطَبٌ، وَ وَضَعَهُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ:
[1] في البحار: (نزل).
[2] عنه البحار: 39/ 2120، و عن الفضائل: 92، و في مدينة المعاجز 1/ 382 ح 250.
[3] من البحار.
(4) من البحار.