و
للمسلمين أن يغترفوا من هذه العلوم و المعارف القرآنية و الأسرار الدينية، غير
أنّه لا يمكن مقارنتهم قط بآل محمّد صلى الله عليه و آله، فهم معدن العلم و
الحكمة، و إليهم يفيء الغالي و بهم يلحق التالي، و لا يستند أحد إلى علمه بشأن
الدين إلّا أن يخرج عن الاعتدال أو يتخلّف عن قافلة المسلمين، و بناءً على هذا
فالإشكال السابق الذي يُطرح بشأن مزية الأئمّة عليهم السلام ليس بوارد، حيث دلّتنا
الآيات الكريمة على فضلهم و سبب ترجيحهم.
فهرس
الكتاب إلى هنا:
ما
مرّ معنا لحد الآن بعض الأُسس المتينة في الإمامة، نشير إلى فهرسها بصورة مختصرة:
1- الدين الإسلامي دين خالد و على هذا الدين أن يعتمد السبل التي من شأنها الإبقاء
على أبديّته. 2- يقتضي حكم العقل أن يوفّر كلّ ذي هدف إذا أراد لهدفه الإتقان
كافّة العلل و الأسباب التي تؤثّر في تحقيق الهدف و ثباته، و لمّا أراد الحقّ
الخلود للدين الإسلامي فبحكم العقل قد أعدّ موجباته، و بخلافه سينتقض الغرض، و
تتصدّع عرى الدين و اسس الإسلام. 3- لقد تكفّل الحقّ بنصب الأئمّة على ضوء
الآيات القرآنية و الأخبار التي صرّحت بهذا الأمر، بغية الحيلولة دون فناء الدين و
بقاء كلمة التوحيد، و إعداد العناصر و الأفراد الذين بلغوا قمّة الكمال الإنساني و
الذين يعدّون الخلق إلى العالم الأُخروي الأبدي. 4- الأئمّة على ضوء تصريح و نصّ
رسول اللَّه هم اثنا عشر، و قد أشرنا سابقاً إلى هذا الأمر، و سيأتي تفصيله في
المجلد الثاني من الكتاب.