responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60

لمّا كان يوم الدار- أوائل بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله- جعل النبي صلى الله عليه و آله علياً عليه السلام خليفته و نصبه إماماً، فقال: «هذا أخي و وارثي و وزيري و خليفتي فيكم بعدي» [1] و قد صرّحت بعض الروايات بأنّ عليّاً عليه السلام قال: «يا رسول اللَّه و ما أَرِثُك؟»، قال: «ما ورثت الأنبياء قبلي: كتاب اللَّه و سنّتي» [2].

خلاصة ما مرّ:

إنّ الإسلام ليس دين الاعتزال و الرهبة، بل دين يشتمل على‌ برامج و تعاليم من شأنها تنظيم حياة البشرية و ضمان المعيشة الهنيئة التي يسودها العدل و الإنصاف و المساواة و الإخاء و التساوي في الحقوق الاجتماعية المقرّرة لكلّ طبقة بما يصونها عن السلب و النهب، و إنّ هناك حاجة ماسّة في هذا الدين لتدوين دستوره المتين الذي يقف حائلًا أمام الظلمة، فلا يدعهم يمدّون أيديهم ليعتدوا على‌ حقوق الأُمّة، كما يتكفّل بحفظ الشخصية الإنسانية لكلّ فرد في المجتمع من سطوات الجبابرة و عداوتهم، و تتحقق في ظلّه العدالة الاجتماعية و التمتّع بالحقوق الفردية و الجماعية و ارتفاع المستوى‌ العلمي و الثقافي للناس و نيلهم السعادة الدنيوية التي تؤهّلهم لنيل الخلود و استثمار الإيمان الذي يدعو إلى كسب الفضائل الأخلاقية و المعنوية، و ممّا لا شكّ فيه أنّ القرآن الكريم هو دستور الإسلام الذي تكفّل بتحقيق هذه الأهداف: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‌ [3]. إلّا أنّ هذا القرآن قد تعرّض لشئونُ حياة الأُمّة من خلال آياته الشريفة، و لا تتفق هذه الآيات بأجمعها في كيفيّة شرحها لمفردات الحياة التي تعيشها الأُمّة،


[1] علل الشرائع 1: 170، ب 133 ح 2، و عنه بحار الأنوار 18: 178 ح 7.

[2] تفسير فرات الكوفي: 227 ح 304، بحار الأنوار 38: 346 ح 21، تفسير الميزان 8: 117.

[3] سورة الإسراء: الآية 9.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست