و
الرواية دليل على صحّة الفرض الثاني، و بناءً على هذا فإنّ الأئمّة الأطهار هم
خُلفاء النبي وقادة الأُمّة و زعماء الدين إلى يوم القيامة، و أنّ خلافتهم تستند
إلى نصب إلهي، و أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم يذكر أسماءهم و صفاتهم
إلّا عن طريق الوحي.
تحقيق
آخر في الآية:
ما
المُراد بالطاعة التي يؤخذ بنظر الاعتبار في مفهومها الأمر و الآمر؟ هل تختصّ طاعة
ولاة الأمر ببيان أحكام اللَّه و الحلال و الحرام، أي هل يجب على الأُمّة أن ترجع
إليهم و تطيعهم في الواجبات و المحرّمات و المستحبّات؟ و بعبارة أُخرى: هل أنّ
الأمر بالطاعة هو أمر إرشادي يقتصر على رعاية امتثال الأحكام الإلهية و تطبيقها
على أقوال ولاة الأمر و الأئمّة الأطهار عليهم السلام، و أن ليس هنالك أيّة طاعة
خارج بيان الأحكام؟ فيكون معنى الآية الكريمة، أن ارجعوا في تشخيص الواجبات و
المحرّمات إلى النبي و الإمام و أطيعوهما؟ أم أنّ ولاية الأمر تعني ولايتهم
للمسلمين في كافّة الشئون الاجتماعية و السياسية الفردية و الجماعية التي تتعلّق
بمصير و تعيين أُسلوب الحكم، و أنّ ولايتهم في هذا الحكم إنّما ترتكز على تعاليم
الإسلام؟ أم أنّ الطاعة المُفترضة أبعد من هذين الاحتمالين، أي لا بدّ من وجوب
طاعتهم في الواجبات و المحرّمات و المستحبّات و المكروهات و المباحات، كما تجب
طاعتهم و الإذعان لهم في كافّة الشئون الاجتماعية و السياسية و شئون الحكم و تطبيق
الإسلام على أنّهم قادة المسلمين و زعماء الحكومة الإسلامية؟. يبدو أنّ الاحتمال
الثالث هو الأقوى و الأتمّ، أي أنّ الأئمّة الأطهار عليهم السلام هم زعماء و
أدلّاء على الطريق مطاعون في الأحكام التعبديّة، كما أنّهم رؤساء الحكومة
الإسلامية و الحاكمون على مقدّرات العالم الإسلامي و مطبّقو الأحكام