تنسجم
و تأمين الطلبات اللامشروعة، و لذلك كان يعلم بأنّ هذه الخلافة التي تطالبه
بالتزام جانب الحقّ و العدل و تطبيق الأحكام الإسلامية و المفاهيم القرآنية ستؤلّب
عليه أعداء الدين، و بغضّ النظر عن كلّ ذلك فقد قبل الخلافة و سار بالعدل و ربط
الامّة بدينها و قرآنها إلّا أنّ ثمن ذلك كان باهضاً. و خلاصة القول هو أنّه لا
ينبغي أن يظنّ المؤلف بأنّ الحسين عليه السلام لو أطاح بحكومة يزيد و أخذ بزمام
الامور فإنّه سيتمكّن تماماً من إشاعة الحرية و الفضيلة و مفاهيم القرآن و بسط
العدل و القسط و المساواة و الإنصاف، فلو انتصر الحسين عليه السلام و اندحر يزيد،
فهناك مئات الأفراد من أمثال يزيد الذين تلبّسوا بلباس الإسلام، و هذا ليس ذنب
الأئمّة صلى الله عليه و آله، بل ذنب هؤلاء المهووسين الذين يمثّلون عقبة كئودة في
طريق أئمّة الدين و زعماء المسلمين. و ما عليك إلّا أن تتأمّل صرخات الحسين عليه
السلام يوم عاشوراء، كان نداء مظلوميّة الإمام: علامَ تقاتلونني، ما ذنبي؟ أو يكون
ذنبي في دعوتكم لي و رسائلكم التي وردتني أن أقدم علينا فليس لنا من إمام، فقدمت
إليكم؟ لقد صوّرتم برسائلكم مدى الظلم و الجور بما يجعلني لا أتريّث في القدوم إليكم،
أولم ير المؤلّف أنّ جواب هذه الصرخات المظلومة كان قد تمثّل بالتهليل و التصفير و
السخرية و السبّ و الشتم.
فليوقن
المؤلّف العزيز بأنّ الإمام عليه السلام حتّى لو فتح الكوفة، لما واجه من أولئك الأقزام
سوى ذلك الجواب، طبعاً ستقف الطائفة المؤمنة الغيورة إلى جانب الحسين عليه السلام
و تهبّ للدفاع عنه، غير أنّ ناهبي بيت المال و قطّاع الطرق و اللصوص
[1] أعيان الشيعة 7: 26، و القصيدة بكاملها
للسيّد رضا بن هاشم الرضوي الموسوي اللكهنوي.