الموجود
أو الكلمة هو عيسى، و توكل التفاصيل إلى محلّها
[1]. «الابتلاء» الامتحان و التمحيص، و لمّا كان أصله هو البلاء، فكلّ
تمحيص و امتحان اشتمل على البلاء و المصاعب كان ابتلاءً. «الإتمام»: الإكمال و
الإتقان.
الهدف
من الامتحان:
الهدف
من الامتحان هو دراسة قوى الشخص الممتحن و الوقوف على استعداداته بالنسبة للمادّة
التي تخضع للامتحان، فلو امتحن شخص في مسألة رياضية، فإنّه يكون موفّقاً في
الامتحان و يُكتب له النجاح إذا تمكّن من حلّ المسألة بصورة صائبة، أمّا إذا عجز
عن حلّها و فشل عن الإتيان بالإجابة الصحيحة، إلّا أنّه كتبها بخطّ واضح جميل فإنّ
درجته في الامتحان صفر رغم أنّه أجاد كتابتها بخطّ لطيف. لقد محّص إبراهيم بعدّة
حقائق مريرة و قد اجتازها بقوّة، و قد خرج مرفوع الرأس أمام الحقّ المطلق في هذا
الاختبار و التمحيص. نعم ما محّص به إبراهيم كان بعض الحقائق الصعبة المريرة، أمّا
الغرض من ذلك التمحيص فقد تمثّل بالوقوف على صموده و تجلّده تجاه تلك الحقائق، و
حيث نجح في الامتحان، فقد اتّضح بأنّه عالم ثابت الجِنان صلب بالنسبة لمواد
الامتحان.
النبي
إبراهيم و التمحيص:
1-
لقد محّص إبراهيم بالإنابة إلى اللَّه و التوكّل على الحقّ و الحقيقة و التوحيد،
فخرج من هذا التمحيص مطمئنّ القلب ذا يقين خالص؛ و عليه فإبراهيم كان رجلًا