responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 178

فيه فرد تعذّر حتّى على‌ جهاز المباحث العثور عليه، فقد كانت داراً مُتواضعة لا تضمّ إلّا عدّة غُرف. و كيف لا يقف الإمام على‌ مكانها إذا ما بحث عنها؟! إذن، فالعثور عليها على‌ ضوء المجاري الطبيعية لم يكن قضية صعبة، إلّا أنّ الإمام يعرب عن عجزه عن العثور عليها، فالقضية طبق الظواهر لا تبدو مقبولة، و هذا هو الأمر الذي أذهل خواص الأصحاب. أمّا ذيل الرواية، فقد كان دليلًا قاطعاً على‌ قدرة الإمام اللامتناهية، فقد قال:

إنّ آصف بن برخيا قد أتى‌ سليمانَ بعرش بلقيس بتلك المسافة في طرفة عين و لم يؤت من العلم إلّا قطرة من بحر، فهو عالم ببعض الكتاب، أو ليس لمن أوتى علم الكتاب كلّه أن يعثر على‌ تلك الجارية التي لا تبعد عنه سوى بضعة أمتار؟ قطعاً هنالك مصلحة جعلت الإمام يصدّر الرواية بذلك العجز عن العثور على‌ الجارية، و أنّى لداود أن يصدّق عجز الإمام عليه السلام عن العثور على‌ الجارية؛ و هو الذي وصل ابن عمّه في المدينة بذلك البعد الشاسع عن الإمام عليه السلام و قد أحسن إليه خفية، فلمّا حضر استقبله الإمام و أشاد بعمله! [1] و كيف يصدّق أبو بصير عدم استطاعة الإمام العثور على‌ تلك الجارية و قد بشّره حين دخوله الكوفة بولادة ابنه عيسى‌، و أنّ اللَّه سيرزقه ولَدين و بنتين غيره‌ [2]! أجل هذه الشواهد و ما شابهها تؤكّد وجود بعض العلل و الدوافع التي جعلت الإمام عليه السلام ينفي عن نفسه في صدر الرواية العلم بالغيب، و يكفي ذيل الرواية شاهداً على‌ ما نقول في دحض صدرها. و عليه فلا بدّ من تحرّي الدوافع.


[1] بصائر الدرجات: 429 ح 3 أمالي الطوسي: 3/ 4 ح 929، الخرائج و الجرائح: 2/ 612 ح 8، مناقب آل أبي طالب عليه السلام لابن شهرآشوب: 4/ 227، وسائل الشيعة: 16/ 111، كتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس ب 101 ح 15.

[2] دلائل الإمامة: 263 ح 193، الخرائج و الجرائح: 2/ 636 ح 37، كشف الغمّة: 2/ 190، المحجّة البيضاء: 4/ 261.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست