من
كتاب اللَّه عزّ و جلّ: قالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ[1]، قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال:
فهل عرفت الرجل، و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرني به، قال:
قدر
قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال: قلت:
جعلت
فداك ما أقلّ هذا. فقال: يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه اللَّه- عزّ و جلّ- إلى
العلم اخبرك به، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللَّه عزّ و جل أيضاً قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، قال: قلت: قد قرأته جعلت
فداك، قال: أ فمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم، أَم من عنده علم الكتاب بعضه؟
قلت:
لا، بل من عنده علم الكتاب كلّه. قال: فأومأ بيده إلى صدره و قال: علم الكتاب و
اللَّه كلّه عندنا، علم الكتاب و اللَّه كلّه عندنا»
[2]. سدير: هو سدير بن حكيم المُكنّى بأبي الفضل من أصحاب الإمام
السجّاد و الباقر و الصادق عليهم السلام، و قد اعتبرته كتب الرجال ثقة [3]، و كانت له منزلة عند الإمام عليه
السلام. و قد حُبس فدعا له الإمام عليه السلام فخرج من السجن ببركة الدعاء [4]. داود بن كثير: هو ابن خالد الرقّي، و
من ثقات الأصحاب [5]،
و قد قال الصادق عليه السلام: «أنزلوا داود الرقّي منّي منزلة المقداد من رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله» [6] و عدّه الشيخ المفيد في إرشاده من ثقات أصحاب الإمام الكاظم عليه
السلام، و قال: هو من خاصّته