تبارك
و تعالى: «وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لَا نَبِىٍّ وَ لَا
مُحدَّثٍ» [1]،
[2]. و روى الحسن بن محبوب، عن الأحول، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام
في الفرق بين الرسول و النبي و المحدّث قال: «أمّا المحدّث فهو الذي يحدّث فيسمع،
و لا يعاين و لا يرى في منامه» [3]. و أجاب الإمام الرضا عليه السلام الحسن بن العباس قائلًا: «و
الإمام هو الذي يسمع الكلام و لا يرى الشخص»
[4]. فمضمون هذه الروايات المتواترة يفيد أنّ للإمام عليه السلام
أُذُناً تجعله يطّلع على الأسرار و الإحاطة العلمية، و هذه غير ظواهر الكتاب و
تعليم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. أجل، فالقرآن يعتبر الأئمّة عليهم السلام
شُهداء على الناس يوم القيامة، و أنّى لهم الشهادة على الآخرين ما لم يطّلعوا
على أعمالهم؟ فقد روى بريدة العجلي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه تلا: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا
شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فقال: فرسول اللَّه صلى
الله عليه و آله الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللَّه تبارك و تعالى، و نحن الشهداء
على الناس، فمن صدّق يوم القيامة صدّقناه و من كذّب كذّبناه» [5]. فما الذي يفيده هذا الخبر؟ فالإمام
شاهد على الأعمال، و النبيّ شاهد على الأئمّة عليهم السلام، النبيّ يشهد أنّه علّم
الأئمّة الغيب و أوامر اللَّه، فالنبيّ شاهد و الأئمّة شهداء على الناس في محكمة
العدل الإلهي، و أنّ أعمال الامّة ليست بخافية عليهم، و على هذا أ فلا ينبغي
التصديق بعلمهم بالغيب و كافّة الحوادث و أعمال الامّة؟