القائل
بأنّ زعامتهم هي عين الصواب. إذن، فالعلم و الاطّلاع من مستلزمات خلود زعامتهم.
كما أنّ ملزوم هدايتهم المطابقة للواقع و البعيدة عن الفساد هو علمهم بجميع
الحوادث. و هنا يبرز هذا السؤال: أ يمكن أن تكون توجيهات و هداية الزعيم صائبة و
دون شائبة في حين ليس له من علم بالحوادث، و أنّه يقود الأُمّة إلى سبل السلام و
يهديها إلى الصراط المستقيم حين تعترضها بعض الأحداث التي لم يتكهّن بها؟ كيف
يمكن الاعتقاد بأنّ الأئمّة عليهم السلام هم الزعماء إلى الأبد، و أنّ الامّة
تحذو حذوهم بينما يجهلون عواقب الامور و الأحداث! و كيف لنا أن نتصور أنّ هدايتهم
عين الواقع إلى الأبد و هم جاهلون بالوقائع؟! و عليه: فإنّ افتراض عدم علم
الأئمّة عليهم السلام إنّما يستلزم إنكار أصلين قرآنيين مسلّمين، و هما: 1-
الزعامة الأبديّة للإمام. 2- الهداية الواقعية التي تأبى الفساد أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ
أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى[1]. فكأن مفهوم الآية هو أنّ مَن يهدي إلى الحقّ و ليس للباطل من سبيل
إليه هو الإمام الأبدي، و الإمام الأبدي لن يخطئ؛ لأنّ الاتّباع ورد مطلقاً في
الآية، و عليه: فالإمامة دائمة أيضاً، أمّا نفي العلم بالحوادث المستقبلية عن
الإمام الأبدي ذي الهداية الواقعية الصائبة إنّما هو مكابرة و جدل فارغ.
علائم
الإمام عليه السلام:
بغضّ
النظر عن الشرائط التي بحثت في الآيات الماضية التي تكشف النقاب عن علائم الإمام و
شرائط الإمام من وجهة نظر القرآن الكريم، فقد اتّضحت