تتطلّع
المجتمعات الحيّة لمثل هؤلاء الزعماء في تحقيق أهدافها و سعادة شعوبها؛ لأنّها
أيقنت بأنّ سعادتها مرهونة بوجود هؤلاء القادة البررة. و قد تفضّل البارئ سبحانه
علينا بأن جعل الأئمّة الأطهار عليهم السلام قادتنا إلى السعادة و الفلاح. و هكذا
يتبلور المجتمع الشيعي اليوم و بالاستناد إلى هؤلاء البررة بما يلفت انتباه العالم
إلى رشده و ازدهاره و تربيته الصائبة الناجحة.
مهمّتنا:
إنّنا
إنّما نواجه حدودنا و اعتبارنا الإنساني إذا ما قصّرنا في تخليد أئمّتنا و
الاعتزاز بهم، فأنّى لهذه الطائفة الحقّة أن تبلغ الكمال و الرقي و نيل الأهداف
المقدسة إن غيّبت العدالة و اندثر العلم و زال الورع و التقوى. و لعلّ العدو
الغاشم المتربّص- الذي يهمّ بشق عصا المسلمين و تجريدهم من عظمتهم و مجدهم- يرى
أنّ أفضل سبيل يمكّنه من تحقيق أطماعه و سلب الأمّة هويتها إنّما يكمن فيما يوجّهه
من ضربة قاصمة لزعامتها الربّانية، الأمر الذي ينبغي أن يلتفت إليه المسلمون و
يتأمّلوا ما يستنبطه من أفكار هدّامة لا تضمر سوى توجيه سهامها المسمومة نحو
زعمائنا الربّانيّين الأئمّة الأطهار عليهم السلام انطلاقاً من بعض المسمّيات
الخلّابة من قبيل الثقافة و الانفتاح و حرية الفكر و ما إلى ذلك من المفردات
القلقة. فأعداء الإسلام لا يتورّعون في التشبّث بكلّ الوسائل من أجل الوقوف بوجه
عناصر القوّة و الشخصيات التي يعتمدها القرآن الكريم، فخوار عجل السامري ما زال
يسترجع في حناجر الأجانب الطامعين. و عليه فلا ينبغي الانسياق وراء هذه الأطروحات
الزائفة و الأساليب العصرية التي لا تنوي سوى النيل من عظمة القرآن الكريم و
القضاء على الإسلام العزيز.