responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 107

الجواب:

يبدو أنّ هذا القول ليس بتام- و اللَّه أعلم- لأنّ عبارة «يأتيكم التابوت» «التابوت» فاعل للفعل «يأتي» دليل على‌ أنّ القوم كانوا منزعجين جدّاً من فقدان التابوت الذي يحتوي آيات المجد و العظمة، و أنّهم كانوا يتطلّعون إلى الظفر به ثانية.

و جملة «يأتيكم التابوت» تشعر بأنّ نبيّهم قد بشّرهم بعودة التابوت، حيث قال لهم: «يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربّكم» و هذا وعد من نبيّهم ليس أكثر، أمّا القطعي فهو قول النبي الذي يستند إلى كفاءة طالوت بحيث قال: إنّ التابوت يأتيكم، و هو كاشف عن مدى جدارة و أهلية طالوت، و هو الأمر الذي ينسجم و الدلالة على زعامته، و إلّا فإنّ مجي‌ء التابوت من السماء ليس له من علاقة بكفاءة طالوت من قريب أو بعيد، بل هو دليل على صدق نبيّ بني إسرائيل، بينما نعلم أنّهم طالبوه بآية بحقّ طالوت، لا آية تثبت صحّة قوله. فالآية واردة بشأن مَن يستعيد التابوت. و بناءً على هذا فإنّ العبارة «يأتيكم التابوت» وعد قطعي باسترداد التابوت من قبل طالوت الجدير بهذه المهمّة، و الآية اللاحقة تكشف أنّ هذا الأمل هو الذي دفعهم لقبول إمرته و التأهّب للقتال، و لذلك صدّر القرآن الجملة اللاحقة بالفاء «فلمّا فصل طالوت»، أي أنّهم استعدّوا لاسترداده على‌ ضوء ذلك الأمل. و قد نسب شيخ الطائفة- و هو أحد جهابذة الفقهاء و المحقّقين و المفسّرين- في تفسيره المعروف «التبيان» هذا المعنى إلى ابن عباس، كما نقل عن الإمام الصادق عليه السلام فقال: «و قيل: إنّ التابوت كان في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة الذين غلبوهم عليه على قول ابن عباس و وهب، و روي ذلك عن أبي عبد اللّه عليه السلام» [1].


[1] التبيان في تفسير القرآن 2: 292.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست