الاستدلال
لنجاسة الغسالة بالروايات الواردة في غسالة الحمّام
بل
نقول: إنّ المستفاد من بعض الروايات الواردة في غُسالة الحمّام: أنّ نجاسة الغسالة
كانت أمراً مرتكزاً في أذهان الناس، مفروغاً عنه بين المتكلّم و المخاطب:
مثل
رواية حمزة بن أحمد، عن أبي الحسن الأوّل (عليه السّلام)، قال
سألته
أو سأله غيري عن الحمّام قال: ادخله بمئزر، و غضّ بصرك، و لا تغتسل من البئر التي
تجتمع فيها ماء الحمّام، فإنّه يسيل فيها ما يغتسل به الجنب و ولد الزنا و الناصب
لنا أهل البيت، و هو شرّهم [1].
و
موثّقة عبد اللَّه بن أبي يعفور، عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) في حديث، قال
و
إيّاك أن تغتسل من غُسالة الحمّام، ففيها تجتمع غُسالة اليهودي و النصراني و
المجوسي و الناصب لنا أهل البيت، و هو شرّهم، فإنّ اللَّه تبارك و تعالى لم يخلق
خلقاً أنجس من الكلب، و إنّ الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه
فإنّ
الظاهر، بل المصرّح به- كما في الرواية الثانية أنّ النهي عن الاغتسال من غُسالة
الحمّام إنّما هو لاجتماع غُسالة اليهودي و نظائره فيها، فلو لم تكن غُسالة النجس
نجسة لم يكن وجه للتعليل بنجاستهم، فهذا التعليل يدلّ على أنّ نجاسة الغسالة كانت
معهودة عند المخاطب، و الدليل عليه اكتفاؤه (عليه السّلام) بمجرّد اجتماع غُسالة
النجس فيها.
[1] تهذيب الأحكام 1: 373/ 1143، وسائل الشيعة
1: 218، كتاب الطهارة، أبواب الماء المضاف، الباب 11، الحديث 1.
[2] علل الشرائع: 292، وسائل الشيعة 1: 220،
كتاب الطهارة، أبواب الماء المضاف، الباب 11، الحديث 5.