المقام الأوّل في تحقيق موضوع الماء الجاري و بيان حقيقته
و قد عرّفه جماعة- بل قيل: إنّه المشهور: بأنّه هو النابع السائل على
الأرض- و لو في الباطن سيلاناً معتدّاً به. و قد صرّح به في كلام صاحب الجواهر [1]، و يظهر من الشيخ في طهارته [2].
و قد يُفسّر- كما عن «المسالك»: بأنّه هو النابع غير البئر؛ سواء كان
جارياً على الأرض، أم لم يكن كذلك [3]، و تسميته- حينئذٍ جارياً إمّا حقيقة عرفيّة خاصّة، أو من باب
التغليب؛ لتحقّق الجريان في كثير من أفراده، و عليه فمثل العيون التي لا تدخل تحت
عنوان البئر، و لم يكن ماؤه جارياً على الأرض فعلًا، يكون من الجاري.