و
بالجملة: فالظاهر أنّه ضعيف، و مع هذا الترديد لا تكون الرواية مشمولة لأدلّة
حجّية خبر الواحد، التي يرجع جميعها إلى بناء العقلاء على العمل بقول الثقة، و
ترتيب آثار الصدق عليه، كما قد حُقّق في موضعه
[1].
و
إطلاق «ابن سنان» و إن كان منصرفاً إلى عبد اللَّه بن سنان، إلّا أنّ الظاهر أنّ
حذف كلمة «محمّد» إنّما وقع من الناسخين، و يؤيّده كون الراوي عنه هو البرقي، الذي
يكون أقرب إلى محمّد بن سنان، بل مراجعة الأسانيد و التتبّع فيها، تقضي بأنّ
البرقي لا يروي عن عبد اللَّه بن سنان، و لا هو عن إسماعيل بن جابر.
و
بالجملة: فالرواية غير قابلة للاعتماد عليها، فلم يبقَ في الباب إلّا صحيحة
إسماعيل بن جابر المتقدّمة التي هي أصحّ ما في الباب- و المرسلتان المتقدّمتان، و
حال الأخيرتين واضح، و الصحيحة قد خرجت عن الحجّيّة باعتبار إعراض المشهور عنها،
فالكُرّ بناءً على التقدير بالأشبار هو ما يبلغ كسره تقريباً إلى ثلاث و أربعين
شبراً بلا إشكال.
الجمع
بين الروايات الواردة
و
المهمّ في المقام رفع التنافي بين الروايات الدالّة على تقدير الكُرّ بالأشبار، و
بين ما يدلّ على تقديره بالوزن؛ من حيث إنّ تقديره بالوزن يكون في الغالب- بل
دائماً أقلّ من ثلاث و أربعين شبراً، كما حُكي عن الأمين الأسترآبادي أنّه قدّر
ماء المدينة بالوزن المعيّن في الكُرّ، فلم يبلغ إلّا ستّاً و ثلاثين شبراً [2]،