زِدْنِي، فَقَالَ لِي: كَانَ أَبِي ائْتَمَنَنِي عَلَى الْكُتُبِ الَّتِي بِخَطِّ أَمِيرِ المؤُمِنِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنِّي لَأَئْتَمِنُهُ عَلَيْهَا، وَهِيَ عِنْدَهُ الْيَوْمَ، الحديث [1].
و تفصيله ما رواه ابن بابويه القمي في الإمامة والتبصرة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْضَّرِيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) وَعِنْدَهُ إِسْمَاعِيلُ ابنُهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَبَالَةِ الْأَرْضِ، فَأَجَابَنِي فِيهَا .. إلى أن قال: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنتَ وَأُمِّي، وَمَا عَلَى إِسْمَاعِيلَ أَنْ لَا يَلزَمُكَ وَلَا يَأْخُذَ عَنْكَ، إِذا كَانَ ذَلِكَ وَأَفْضَتِ الأُمُورُ إِلَيهِ عَلِمَ مِنهَا الَّذِي عَلِمْتَهُ مِن أَبِيكَ حِينَ كُنْتَ مِثْلَهُ؟! قَالَ: فَقالَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ لَيسَ مِنِّي كَأَنَا مِنْ أَبِي. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ثُمَّ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَمَنْ بَعْدَكَ؟- بِأَبِي أَنتَ وَأُمِّي- فَقَد كَانَت فِي يَدِي بَقِيَّةٌ مِن نَفسِي، وَقَد كَبِرَتْ سِنِّي، وَدَقَّ عَظْمِي، وَجَاءَ أَجَلِي، وَأَنَا أَخَافُ أَن أَبقَى بَعدَكَ. قَالَ: فَرَدَدْتُ عَلَيهِ هَذَا الكَلامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَهُوَ سَاكِتٌ لَا يُجِيبُنِي، ثُمَّ نَهَضَ فِي الثَّالِثَةِ، وَقَالَ: لَا تَبرَحْ. فَدَخَلَ بَيتاً كَانَ يَخلُو فِيهِ، فَصَلَّى رِكْعَتَينِ يُطِيلُ فِيهِمَا، وَدَعَا فَأَطَالَ الدُّعَاءَ، ثُمَّ دَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيهِ، فَبَينَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيهِ العَبْدُ الصَّالِحُ وَهُوَ غُلَامٌ حَدَثٌ، وَبِيَدِهِ دِرَّةٌ وَهُوَ يَبْتَسِمُ ضَاحِكاً. فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا هَذِهِ المِخْفَقَةُ الَّتِي أَرَاهَا بِيَدِكَ؟ فَقَالَ: كَانَتْ مَعَ إِسحَاقَ يَضرِبُ بِهَا بَهِيمَةً لَهُ، فَأَخَذْتُهَا مِنهُ. فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَالتَزَمَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَقْعَدَهُ إِلَى جَانِبِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ بِابْنِي هَذَا مَا كَانَ يَعْقُوبُ يَجِدُ بِيُوسُفَ. قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، زِدْنِي، فَقَالَ: مَا نَشَأ فِينَا- أَهلَ البَيتِ-
[1]. إثبات الوصية، ص 163، عنه: مكاتيب الرسول، ج 2، ص 46، ح 39.