أَخْبِرْنِي بِعَدَدِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ وَمَوَاضِعِهِم، فَذَاكَ يَقْتَضِى مِنْ أَسْمَائِهِم، فَقَالَ (ع): إِذَا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَأْتِنِي. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَصِيرٍ، أَتَيْتَنَا لِمَا سَأَلْتَنَا عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: إِنَّكَ لَا تَحْفِظُ، فَأَيْنَ صَاحِبُكَ الَّذِي يَكْتُبُ لَكَ؟ قُلْتُ: أَظُنُّ شَغَلَهُ شَاغِلٌ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَتَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِ حَاجَتِي، فَقَالَ لِرَجُلٍ فِي مُجْلِسِهِ: اكْتُبْ لَهُ: هَذَا مَا أَمْلَاهُ رسول الله (ص) عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) وَأَوْدَعَهُ إِيَّاهُ مِنْ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ المَهْدِيِّ (ع) وَعِدَّةِ مَنْ يُوَافِيهِ مِنْ المَفْقوُدِينَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، السَّائِرِينَ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ إِلَى مَكَّةَ، وَ ذَلِكَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الصَّوْتِ فِي السَّنَةِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ هُمْ النُّجَبَاءُ وَ الْقُضَاةُ وَ الْحُكَّامُ عَلَى النَّاسِ .. الحديث [1].
وَرَوَى الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، قَالَ: سَأَلَ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِلٍ أَبَا عَبْدِ الله (ع) وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ الْجِرِّيِّ، فَقَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (ع) أَشْيَاءَ مُحَرَّمَةً مِنَ السَّمَكِ فَلَا تَقْرَبْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (ع): مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ قِشْرٌ مِنَ السَّمَكِ فَلَا تَقْرَبَنَّه [2].
وَرَوَى الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي التَّهْذِيبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (ع) عَنِ الْجِرِّيثِ، فَقَالَ: وَ الله مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَ لَكِنْ وَجَدْنَاهُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (ع) حَرَاماً [3].
[1]. دلائل الإمامة، ص 554، ح 526، ذكرنا تمام الخبر في مبحث أصحاب المهدي (ع)، فراجع.
[2]. الكافي، ج 6، ص 220، ح 7
[3]. تهذيب الأحكام، ج 9، ص 4، ح 9.