إن ما يدعو للتعجب أن الفخر الرازي مؤلف (التفسير الكبير) للقرآن، مع
ما يتمتع به من مكانة، كيف ينكر الحقائق تعصباً وعناداً! حيث يشير في ذيل الآية
الكريمة من قوله تعالى: ما أَفاءَ اللهُ عَلى
رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ[1] ويقول: (ذكر البعض أن هذه الآية متعلقة بفدك)، بل إنه لا يقول بأن فدك كانت لرسول الله وأنه (ص) جعلها لابنته
فاطمة، بل يقول: (نعم لقد كانت تحت رسول
الله، وكان رسول الله يأخذ مخارجه ومخارج عائلته منها ويعطي الباقي للمسلمين، وقد
ادعت ابنته ذلك من بعده).آيت الله محمد جواد فاضل
لنكراني، بحوث في آيات الاحكام-الخمس، 1جلد، مركز فقهي ائمه اطهار(ع) - سوريه،
چاپ: اول، 1430 ه.ق.
كنه عندما يصل إلى الآية 26 من سورة الإسراء لا يشير إلى
هذه القضية وسبب نزولها، بل يعتبرها مجملة ويقول: (وآتِ ذا القربى حقه) مجمل ولا
يبين ما هو ذلك الحق، وعند الشافعي أنه لا يجب الإنفاق إلا على الولد والوالدين
وقال قوم يجب الانفاق على المحارم).
في حين إن ابن أبي الحديد ينقل قضية فدك عن محمد بن إسحق
كما يلي: (لما فرغ رسول الله (ص) من خيبر قذف الله
الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول الله (ص) فصالحوه على النصف من فدك (ثم
يقول) فكانت فدك لرسول الله (ص) خالصة له لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب) [2].