يلاحظ عليه أوّلاً: أنّه لم ترد تلك الجملة (بلا كيف) في نصّ قرآني ولا سنّة نبوية، فمن أين لهم هذه الجملة وتفسير الآيات على ضوئها؟!
وثانياً: أنّ اليد وأضرابها موضوعة حسب اللغة للأعضاء المحسوسة، التي لها هيئات ومواصفات وهي مقوّماتها، فإجراؤها على اللّه سبحانه مع حفظ المقوّمات، يستلزم التشبيه والتمثيل، ومع عدمها، يستلزم التأويل، فاليد في (يَدُاللّهِ فَوْقَ أَيديهِمْ)[1] إمّا مستعملة في اليد المحسوسة فهو مثار التشبيه،وإمّا في غيرها فهو مثار التأويل الذي يفرّون منه فرار المزكوم من المسك.
وهذه المضاعفات ناشئة عن الجمود على الظواهر الحرفية والأخذ بالظهور التصوّري، دون الظهور التصديقي الذي لا يخالف العقل قيد شعرة في آية من الآيات.
إنّ الدعوة السلفية التي أحدثت ضجة في القرن الرابع عشر قد طرحت الصفات الخبرية على صعيد البحث في الآونة الأخيرة، وتصرّ على الأخذ بمعانيها الحرفية، وقد عرفت أنّها تنتهي إلى التجسيم أو التأويل.
ومن المؤسف جدّاً إنّ المتقدّمين من السلف كانوا يصرّون على الأخذ بحرفية الصفات، وإليك بعض نصوصهم:
1. قيل لعبد اللّه بن مبارك: كيف يعرف ربّنا؟ قال: بأنّه فوق السماء السابعة وعلى العرش بائن من خلقه.
2. وقال الأوزاعي: إنّ اللّه على عرشه، و نؤمن بما وردت به السنّة من صفاته.