وانفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنّكم تقاتلون المُحلّين القاسطين الذين لا يقرأون الكتاب ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحقّ، مع أمير المؤمنين وابن عمّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والمقيم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في اللّه لومة لائم....
ولما خرج الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة اجتمع ابن عباس و عبد اللّه بن الزبير بمكة، فضرب ابن عباس جنب ابن الزبير، وتمثّل:
خلا لك واللّه يا ابن الزبير الحجاز، فقال ابن الزبير: واللّه ما ترون إلاّ أنّكم أحقّ بهذا الأمر من سائر الناس، فقال له ابن عباس:
إنّما يرى من كان في شكّ، فأمّا نحن من ذلك فعلى يقين.[1]
ومن شعر ابن عباس في أمير المؤمنين(عليه السلام):
وصيّ رسول اللّه من دون أهله *** وفارسه إن قيل هل من مُنازل
فدونكه إن كنت تبغي مهاجراً *** أشمَّ كنصل السيف عير حلاحل[2]
ولما حضرت ابن عباس الوفاة، قال:
اللّهم إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب.[3]
[1]مختصر تاريخ دمشق لابن منظور12/325(ترجمة عبد اللّه بن عباس). [2]عَيْر القوم: سيدهم، والحَلاحل جمع حُلاحل: الشجاع. [3]فضائل الصحابة لابن حنبل2/662/1129، المناقب لابن شهر آشوب3/200.