وقدم مع جعفر (الطيار) بن أبي طالب على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بخيبر(سنة 7هـ)، وشهد مع رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)الفتح وحنيناً والطائف وتبوك.
ثمّ بعثه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عاملاً على اليمن، فلم يزل عليها إلى أن توفّي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فتخلّى عن عمله، وأتى المدينة.
وكان عالي الهمّة، رابط الجأش، من مشاهير المتكلّمين من الشيعة.
احتجّ على أبي بكر، وأنكر عليه قيامه بالأمر[1]، وأبى أن يبايعه، وقال: لا أبايع إلاّ علياً. وكان من المتمسكين بولاء علي عليه السَّلام ، الذابّين عن حقّه في ولاية الأمر.
قال ابن الأثير في «أُسد الغابة»: تأخّر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر، فقال لبني هاشم: إنّكم لطوال الشجر، طيّبو الثمر، ونحن تَـبَع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايع خالد و أبان.[2]
وقال اليعقوبي: كان خالد بن سعيد غائباً، فقدم فأتى علياً، فقال: هلمّ أُبايعك، فواللّه ما في الناس أحد أولى بمقام محمّد منك.[3]
ولما بعث أبو بكر الجنود لقتال الروم، دفع لخالد أحد الألوية، فعارضه عمر، وقال: أتؤمّره وقد صنع ما صنع وقال ما قال، فعزله قبل أن يسير وأمّر يزيد بن أبي
[1]ذكر البرقي في آخر رجاله أنّه من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر، وكان أوّل من تكلّم يوم الجمعة. معجم رجال الحديث. [2]وفي كتاب «السقيفة» لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري أنّه قال: أنتم الظهر والبطن والشعار دون الدثار، والعصا دون اللِّحا، فإذا رضيتم رضينا، وإذا سخطتم سخطنا... إنّكم لطوال الشجر. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. [3]تاريخ اليعقوبي2/126.