responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 218

الواجب بالذات فكما هو واجب في ذاته واجب في صفاته، فلا مانع من أن تكون صفاته عين ذاته دون أن يكون هناك تركيب أو تشبيه . يقول أمير المؤمنين(عليه السلام): «وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة، فمن وصف اللّه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله».[1]

وفي هذا الكلام تصريح بعينية الصفات للذات، وفيه إشارة إلى برهان الوحدة، وهو أنّ القول باتحاد صفاته مع ذاته يوجب تنزيهه عن التركيب والتجزئة ونفي الحاجة عن ساحته، ولكن إذا قلنا بالتعدّد والغيريّة فذلك يستلزم التركيب ويتولد منه التثنية، والتركيب آية الحاجة، واللّه الغني المطلق لا يحتاج إلى من سواه.

وقال الإمام الصادق(عليه السلام):«لم يزل اللّه جلّ وعزّ ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور».[2]

والإمام(عليه السلام) يشير إلى قسم خاص من علمه سبحانه ـ وراء عينية صفاته وذاته ـ و هو وجود علمه بلا معلوم وسمعه بلا مسموع. وما هذا إلاّ لأجل أنّ ذاته من الكمال والجمال بلغت إلى حدّ لا يشذ عن حيطة وجوده أيّ شيء، وتفصيل هذا القسم من العلم يُطلب من محالّه.

3. مكافحة فكرة رؤية اللّه

اتّفقت العدلية على أنّه سبحانه لا يُرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأمّا غيرهم فالكرّامية والمجسّمة فقد جوّزوا رؤيته في الدارين بلا إشكال، وأمّا أهل الحديث وبعدهم الأشاعرة فمع أنّهم يصفون أنفسهم بالتنزيه ويتبرّأون من التجسيم والجهة، لكن قالوا برؤيته سبحانه يوم القيامة خضوعاً للرواية التي رواها


[1]نهج البلاغة، الخطبة رقم1.
[2]التوحيد للصدوق: 139.
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست