الفكرة في الأوساط العربية في عصر الجاهليّة حتّى أن عمر بن الخطاب نسب انهزام المسلمين في يوم حنين إلى تقدير اللّه سبحانه.[1]مع أنّ القرآن يشهد على خذلان الصحابة للنبي، وتولّيهم في ميدان الحرب.[2]
قد كانت فكرة القدر راسخة في أذهان الصحابة، القدر الذي كان يُفسّر بسلب الاختيار عن الإنسان وتفويض مصير الإنسان إلى عالم التقدير فكأنّ الإنسان ريشة في مهبِّ الريح العاصف، روى عبد اللّه بن عمر أنّه جاء رجل إلى أبي بكر فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال: نعم. قال: اللّه قدّره عليّ ثمّ يعذّبني؟! قال: نعم، يابن اللخناء، أما واللّه لو كان عندي إنسان أمرته أن يجأ أنفك.[3]
لا شكّ أنّ القضاء والقدر من المعارف القرآنية التي لا يمكن لأحد إنكارها ولا تأويلها غير أنّ الكلام في موضعين:
1. هل القضاء والقدر يسلبان الاختيار عن الإنسان في الأعمال التي يُجازى بها الإنسان ويثاب عليها؟
2. هل يحقّ للحكّام تبرير أعمالهم الجنائية بالقضاء والقدر،مثلما كان الأمويون يفعلون ذلك؟
يقول أبو هلال العسكري: إنّ معاوية أوّل من زعم أنّ اللّه يريد أفعال العباد كلّها.[4]
[1]الواقدي، المغازي:3/904. [2]التوبة:25. [3]السيوطي، تاريخ الخلفاء:95. [4]الأوائل:2/135.