لما قَبِل عليّ عليه السَّلام التحكيم تحت ضغط طائفة من أصحابه (الذين أصبحوا فيما بعدُ من الخوارج)ندم الذين فرضوا التحكيم على عليّ، وقالوا: إنّ تحكيم الرجال على خلاف القرآن الكريم لقوله سبحانه: (إِنِ الحُكْمُ إِلاّ للّه...).[1]
والفارق بين خلاف الناكثين والقاسطين وبين خلاف المارقين هو أنّ خلاف الطائفتين الأُوليين لم يكن قائماً على أساس ديني أو قاعدة دينية، بخلاف الخوارج فإنّ اختلافهم كان مبدئياً حيث كانوا يردّدون كلمة «لا حكم إلاّ للّه» و كان علي عليه السَّلام وابن عباس يحتجّان عليهم بالقرآن والسنّة.
3. حكم مرتكب الكبيرة
لمّا ظهر التطرف في خلافة عثمان ودبّ الفساد في أجهزة الحكم وأنصارهم نجمت مسألة كلامية ، تدور حول حكم مرتكب الكبيرة، وقد استفحل أمرها فيما بعد أيّام محاربة الخوارج للأمويين الذين كانوا معروفين بالفسق والفجور، وسفك الدماء وغصب الأموال، فكان الخوارج يحاربونهم بحجّة أنّهم كفرة لا حرمة لدمائهم ولا لأعراضهم لاقترافهم الكبائر.