responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 86

1. الهدف الذي ينشده الخاصة (العارفون) من الموحّدين.

2. الهدف الذي ينشده العامّة من المؤمنين.

1. الهدف الذي ينشده العارفون باللّه

إنّ الهدف الذي ينشده الخاصّة من الناس والذي يطلق عليهم حسب الاصطلاح لفظ «العارفون» الذين يرتبطون بمركز الحق ارتباطاً خاصاً، فإنّ من الواضح انّ هذه الطائفة من الناس تبتغي من وراء العبادة هدفاً خاصاً وتنشد غرضاً فريداً من نوعه من خلال عملهم هذا، وهذا الهدف يتمثّل في العشق والوله والذوبان في معشوقهم ومعبودهم، وانّ إدراكهم ومعرفتهم بالجمال المطلق قد هيمن على وجودهم بنحو جعلهم تتسمّر أقدامهم، وتخضع أعناقهم، وتنشد أعينهم إلى المعشوق والخضوع له وعبادته من دون أن يفكّروا ولو يسيراً في الجزاء المادي: جنة أو نار، أو ثواب أو عقاب.

وبعبارة أُخرى: انّ المحرّك الأصلي والدافع الأساسي لهم في الخضوع والخشوع والتذلّل للحق المطلق هو عشق الجمال والكمال المتجلّي في اللّه سبحانه والذوبان في الذات الإلهية بنحو لا يرون غيره ولا يرتبطون بسواه.

ولقد أشارت الأحاديث الإسلامية الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة إلى هذه الحقيقة، واعتبرت هذا النوع من العبادة عبادة الأحرار الذين تخلّصوا من كلّ الميول والرغبات المادية وعشقوا اللّه وفنوا فيه. ومن تلك الأحاديث: «وقوم عبدوا اللّه عزّ وجلّ حبّاً فتلك عبادة الأحرار».[1]

ولا ريب أنّ هذا الهدف السامي منحصر بثلّة من المؤمنين ولا يعمّ سائر


[1] وسائل الشيعة:1/55، الباب9 من أبواب مقدّمة العبادات، الحديث1.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست