responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 67

ولقد أشار الكاتب المصري أحمد أمين في ضمن حديثه عن الوهابية إلى حقيقة الفكر الوهابي في ذلك الوقت، وأنّ ما يرى منهم الآن يختلف اختلافاً جوهرياً عمّا كانوا عليه في تلك الحقبة، حيث قال:

إنّهم ـ أي الوهابية ـ لم يمسّوا الحياة العقلية، ولم يعملوا على ترقيتها إلاّ في دائرة التعليم الديني، ولم ينظروا إلى مشاكل المدنية الحاضرة ومطالبها، وكان كثير منهم يرون أنّ ما عدا قطرهم من الإقطار الإسلامية التي تنتشر فيها البدع ـ حسب اعتقادهم ـ ليست ممالك إسلامية، وأنّ دارهم دار جهاد، فلمّا تولّت حكومة ابن سعود الحاضرة كان لابدّ أن تواجه هذه الظروف وتقف أمام منطق الحوادث، ورأت نفسها أمام قوتين قويتين لا مَعْدى (أي لابدّ) لها عن مسايرتهما:

قوّة رجال الدين في نجد المتمسّكين أشدّ التمسّك بتعاليم ابن عبد الوهاب والمتشدّدين أمام كلّ جديد، فكانوا يَرَون أنّ التلغراف السلكي واللاسلكي والسيارات والعجلات من البدع التي لايرضى عنها الدين.

وقوّة التيار المدني الذي يتطلّب نظام الحكم فيه كثيراً من وسائل المدنية الحديثة، كما يتطلّب المصانعة والمداراة، فاختطّت لنفسها طريقاً وسطاً شاقّاً بين القوّتين. فقد عدلت نظرها إلى الأقطار الإسلامية الأُخرى وعدتهم مسلمين، وبدأت تنشر التعليم الديني وتنظم الإدارة الحكومية على شيء من النمط الحديث... وما أشقه عملاً، التوفيق بين علماء نجد ومقتضيات الزمن، وبين طبائع البادية ومطالب الحضارة.

ومن حسن [1]الحظ أنّ الحكام السعوديين هم أنفسهم ضاقوا ذرعاً بالكثير


[1] زعماء الإصلاح في العصر الحديث:20ـ21.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست