ولم يختص الأمر بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل تجد ربيب الرسالة وتلميذ النبي الأكرم والنموذج السامي للرجال المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب يضمّن خطبه وكلماته ـ التي تنبع كلّها من عين الرسالة المحمدية وتنهل من نميرها ـ بهذا النحو من الحلف، فيقسم (عليه السلام) كثيراً بنفسه ويقول: «لعمري»[2] أو يقسم بعمر أب مخاطبه فيقول: «لعمر أبيك».[3]
وقد حلف غير واحد من الصحابة بغيره سبحانه، فهذا أبو بكر بن أبي قحافة ـ على ما يرويه مالك في الموطّأ ـ قد حلف بغير اللّه، قال مالك: إنّ رجلاً من أهل اليمن أقطع اليد والرجل، قدم فنزل على أبي بكر فشكا إليه انّ عامل اليمن قد ظلمه، فكان يصلّي من الليل، فيقول أبو بكر: «وأبيك ما ليلك بليل سارق».[4]
[1] صحيح مسلم:1/32، باب ما هو الإسلام. [2] انظر نهج البلاغة: الخطبة 24، 33، 56، 89. [3] نهج البلاغة: الخطبة25. [4] موطأ مالك بشرح الزرقاني:4/159، الحديث 580.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 462