responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 394

بإرادته ومشيئته سبحانه:(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلينَ * قُلْنا يا نارُ كُوني بَرْداً وَسَلاماً على إِبراهيمَ).[1]

وهو سبحانه الذي يسلب البحر الكثير من خصائصه ويحوله من حالة إلى حالة أُخرى تختلف اختلافاً جوهرياً مع طبيعة الماء في الحالات الاعتيادية، وهذا ما نشاهده في قصة نبي اللّه موسى(عليه السلام) حيث قال تعالى:

(فَلَمّا تَرَاء الجَمْعانِ قَالَ أَصْحابُ مُوسى إِنّا لَمُدْرَكُونَ * قالَ كَلاّ إِنَّ مَعي رَبّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْق كالطَّوْدِ الْعَظيمِ).[2]

ومن هنا ندرك بما لا مزيد عليه أنّ اللّه تعالى هو واهب الأسباب فاعليتها، وهو نفسه قادر على سلب ذلك كلّه منها.

تجلّيات أُخرى لمنح السببية والفاعلية

لقد تعلّقت الإرادة الإلهية بأن تصدر الظواهر من عللها وأسبابها الطبيعية، ولكن قد يحدث ـ و لمصالح ماتقتضي ذلك ـ أن تصدر الظاهرة من غير مجراها الطبيعي، وذلك فيما إذا أراد الأنبياء (عليهم السلام) إثبات أو تأكيد ارتباطهم بالسماء. فحينئذ تقع على أيديهم ما يصطلح عليه عنوان «المعجزة».

ولا ريب أنّ معاجز الأنبياء ـ وبلا استثناء ـ تسير من خلال هذا الطريق، فمن المسلّم أنّ تحوّل العصا إلى ثعبان مبين، وانفلاق البحر بضربه بالعصا، أو إعادة البصر إلى الأكمه وشفاء الأمراض المستعصية و... كلّ ذلك في الواقع وليد


[1] الأنبياء:68ـ 69.
[2] الشعراء:61ـ 63.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست