responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 392

والمدبّرية في اللّه سبحانه لا يعني بحال من الأحوال نفي تأثير الظواهر المادية وغير المادية بعضها بالبعض الآخر، وذلك لأنّه قد أثبتت آيات الذكر الحكيم وكذلك الأدلّة العلمية والفلسفية أنّ عالم الخلق قائم على سلسلة من العلل والمعاليل، وبعبارة أُخرى: الأسباب والمسبّبات، وأنّ الظاهرة المتقدّمة تؤثر ـ وتحت شرائط خاصة ـ في الظاهرة اللاحقة. ولكن جميع تلك التجلّيات «المؤثّر» و«المؤثّرية» و «الأثر» كلّها تخضع لمشيئته وإرادته سبحانه، فشعاع الشمس، وتلألؤ القمر، والإحراق للنار، ونمو النباتات بواسطة الماء، وغير ذلك من الظواهر، كلّها إنّما تعمل عملها وتؤثر أثرها في ظل إرادته سبحانه، وإذاما انقطعت الإرادة الإلهية ولو لحظة واحدة لم يبق من عالم الخلق شيء يذكر أبداً.

ولمزيد التوضيح نقول: إنّ في عالم الوجود يوجد سبب واحد يتّصف بالأصالة والواقعية وهو اللّه سبحانه،ولكن وفي نفس الوقت يوجد في قلب عالم الوجود سلسلة من الأسباب والعلل الفرعية والتبعية التي تعمل في إطار إرادته ومشيئته سبحانه وتعالى، فعلى سبيل المثال نمو الأشجار وحياة الإنسان يخضعان لسلسلة من العلل والأسباب الطبيعية بحيث لو انتفت لانتفى وجود النبات والإنسان قطعاً. وهذه الأسباب تتمثّل في الماء والهواء والنور و...، ومن هنا يمكن اعتبار تلك الأسباب والعلل من جنود اللّه سبحانه التي تخضع لأوامره وتمتثل مقرراته سبحانه.

ولقد صرحت الآية 22من سورة البقرة بهذا المؤثر التبعي، أو ما يصطلح عليه الفلاسفة بـ «المؤثّر الظلي» حيث جاء فيها:

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست