responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 388

الخالد لسيد الأوصياء أمير المؤمنين(عليه السلام).

ثمّ لابدّ من الإشارة إلى مسألة مهمة وهي: تصوّر البعض من الكتّاب أنّ القول بالولاية التكوينية للأنبياء والأولياء والاعتقاد بأنّهم قادرون على التصرّف في عالم الخلق، يُعدّ نوعاً من الشرك، غافلين عن أنّ تسلّط الإنسان على التصرّف في عالم الخلق يتم بصورتين، هما:

1. انّ نفس الإنسان يمتلك تلك الهيمنة والسلطة والقدرة، وبحسب الاصطلاح يمتلك «القدرة الذاتية» على ذلك.

2. القدرة والاستعداد النابعه من القدرة الإلهية، وانّ اللّه سبحانه وتعالى ـ ولمصالح ماـ يمنح بعض الأفراد تلك القدرات، ويفيض عليهم بتلك المواهب بحيث يستطيعون القيام بتلك الأعمال الخارقة.

ولا ريب أنّ الصورة الأُولى باطلة قطعاً وأنّها نوع من الشرك، فكلّ نظرية تذهب إلى أنّ الإنسان مستقل في أعماله وأفعاله ـ الظاهرية أو الباطنية ـ عن اللّه سبحانه فهي نظرية إلحادية وشرك باللّه تعالى. وأمّا الصورة الثانية فلا شكّ في صحّتها وانسجامها مع التوحيد، بل هي عين التوحيد، لأنّها مستقاة من القدرة الإلهية المطلقة.

وفي الختام نقول: إنّه ومع الالتفات إلى المقامات والمواهب التي يمنحها اللّه سبحانه لأوليائه الصالحين،فلا ينبغي الترديد والتشكيك بصحّة الكرامات التي تصدر عنهم في أثناء حياتهم أو بعد رحيلهم إلى الرفيق الأعلى، وذلك لأنّ كرامة السيد المسيح (عليه السلام)لا تنحصر بحياته الدنيوية وفي عالم المادة فقط، بل هي نتيجة لقربه المعنوي(عليه السلام)، ومن الواضح أنّ القرب المعنوي محفوظ دائماً، سواء في الحياة الدنيا، أو في عالم البرزخ.

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست