responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 364

1. طلب الشفاعة يعني طلب الدعاء

إنّ طلب الشفاعة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن الشفعاء الصادقين لا يعدو عن طلب الدعاء منهم لا غير، ولا ريب أنّ دعاءهم مستجاب قطعاً بسبب قربهم المعنوي ومنزلتهم السامية ومقامهم الرفيع عند اللّه سبحانه، وإذا كان دعاؤهم مستجاباً قطعاً، فحينئذ ينعم المذنب بالمغفرة والرحمة الإلهية تحت ظل ذلك الدعاء المبارك،ومن المعلوم أنّه لا إشكال ولا ضير في طلب الدعاء من الأخ المؤمن فضلاً عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإذا ما قلنا: «يا وجيهاً عند اللّه اشفع لنا عند اللّه» يعني: ادعو لنا عند اللّه ليغفر لنا ذنوبنا ويعفو عنها.

أضف إلى ذلك أنّه قد ورد كثيراً في الكتب الحديثية استعمال لفظ «الشفاعة» بمعنى الدعاء، حتّى أنّ الإمام البخاري في صحيحه قد استعمل لفظ «الشفاعة» بمعنى الدعاء في بابين من أبواب كتابه الصحيح، وهما:

أ. «إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردّهم».[1]

ب. «إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط».[2]

والشاهد على أنّ الشفاعة بمعنى الدعاء، ما رواه ابن عباس عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون باللّه شيئاً إلاّ شفّعهم اللّه فيه».[3]

من الواضح أنّ شفاعة هؤلاء الأربعين للميت ليس إلاّ لأنّهم حال أداء


[1] صحيح البخاري:2/29ـ 30.
[2] صحيح البخاري:2/19.
[3] صحيح مسلم:3/54.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست