responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 34

العدو المشترك المتمثّل يومها بالصليبيين واليهود والوثنيين.ولكن ـ و لشديد الأسف ـ ما قام به ابن تيمية كان على العكس من ذلك تماماً.

أحمد بن تيمية

ولد أحمد بن تيمية عام 661هـ بعد خمسة أعوام من سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد، في مدينة «حرّان» من بلاد الشام، وواصل دراسته الأوّلية فيها حتّى بلغ السابعة عشر من عمره، وفي تلك البرهة كان العالم الإسلامي عامة وبلاد الشام خاصة عرضة لغزو جيوش المغول. وقد أحدثت تلك الهجمات المغولية على أطراف الشام حالة من الرعب الشديد والهلع في قلوب الناس، الأمر الذي حدا بوالده عبد الحليم أن يشد الرحال مع أفراد اسرته وأقاربه تاركاً حرّان ومتوجهاً إلى دمشق حيث ألقى رحله هناك.

وحتى العام 698هـ كان ابن تيمية شخصية مغمورة لم يسمع عنها شيء ما، ولكن مع إطلالة القرن الثامن بدأ الرجل بنشر أفكاره الشاذّة وعرضها بين الناس وخاصة حينما طلب منه أهل «حماة» أن يفسر لهم قوله تعالى: (الرّحمن عَلى الْعَرْشِ اسْتَوى)[1] حيث زلّت به قدمه في تفسيره لهذه الآية، فأجاب بما هو نص في التجسيم، وأثبت أنّ للّه مكاناً في السماء، وأنّه متكئ على العرش.[2]

إنّ أكثر المسلمين وخاصة الشيعة منهم ينزّهون اللّه سبحانه عن الجسم


[1] طه:5.
[2] انظر الرسالة الحموية:429، ضمن مجموعة «الرسائل الكبرى». والغريب أنّ ابن تيمية قد استدلّ على مدّعاه ـ و اعتبر ذلك ملاك الحقيقة ـ بالتصوّر الساذج والفهم الخاطئ لفرعون، والذي كان يتصوّر إنّ إله موسى مستقر في السماء، فاستدلّ ابن تيمية بقوله: (يا هامانُ ابنِ لي صَرحاً لعَلّي أَبلُغُ الأَسْبابَ * أَسبابَ السَّمواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى).(غافر:36ـ 37).
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست