responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 28

مثل «طلب الشفاعة من أولياء اللّه تعالى والصالحين من عباده» و «تكريم مراقد وقبور الأولياء والاهتمام بها» ولا يرى المسلمون في ذلك تضادّاً مع أصل التوحيد وتجاوزاً على حدوده، وكان بعض الحاج من المسلمين يأخذ التراب من قبر سيد الشهداء حمزة(رض) (شهيد معركة أُحد) ليعمل منه مسبحة، بل نرى أنّ الخاقاني الشرواني من شخصيات القرن السادس الهجري نظم قصيدة يطلب فيها ممّن يزور المدائن ـ قبر الصحابي الجليل سلمان المحمّدي(رض)ـ أن يعمل له مسبحة من تراب قبره الشريف، ولقد كانت هذه القصيدة تقرأ على مرأى و مسمع من كبار المسلمين ، فلم تثر حفيظتهم ولم يروا فيها ما يضاد عقائدهم، بل على العكس من ذلك كان كبار المجتمع المكي يكتبون قصائده بماء الذهب، وكان الخليفة يدعوه إلى مجلسه ويستقبله بحفاوة وإكرام وتبجيل و....[1]

وهكذا استمر الأمر في أوساط المسلمين إلى أوائل القرن الثامن الهجري، حيث ظهر المدعو أحمد ابن تيمية، الذي حاول التشكيك في بعض عقائد وسنن المسلمين وحاول أن يشير بأصابع الريب والشك إلى تلك العقائد معترضاً عليها باعتبارها مخالفة لأصل التوحيد وأنّها على الضد معه، واعتبر أنّ الاعتقاد بها والعمل وفقاً لها، يُعدّ نوعاً من الشرك وابتعاداً عن جادة التوحيد، ومن النماذج التي اعتبرها ابن تيمية من مصاديق الشرك والابتعاد عن خط التوحيد مفهوم طلب الشفاعة من الأولياء، حيث ذهب إلى أنّ أصل الشفاعة في الآخرة حق لا مرية فيه، ولكن طلب الشفاعة من الأولياء في هذا العالم يُعدّ شركاً!

ومن هنا سنحاول ـ إن شاء اللّه تعالى ـ في البحوث القادمة أن نسلّط الأضواء على ادّعاءاته وأفكاره، معتمدين في منهجنا هذا القرآن الكريم والسنّة


[1] انظر ديوان الخاقاني: 323، المقدّمة بقلم محمد العباسي.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست