نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 249
الأصل الثاني ما هي حقيقة الموت؟
قد تعرّفنا في الأصل الأوّل على أنّ واقع الإنسان يكمن في روحه ونفسه لا في بدنه المادّي، وانّ هذه النفس لتجرّدها وصيانتها من الآثار والتفاعلات المادية من قبيل : (الانحلال، الفناء،الفساد، والاندثار و...) تكون في قبضته سبحانه خالدة إلى يوم القيامة.
من هذا المنطلق تتضّح حقيقة الموت بصورة واضحة، وذلك لأنّه إذا كانت حقيقة الإنسان وواقعه تتمثّل في روحه ونفسه الخالدة، فحينئذ يكون الموت عبارة عن فصل «الروح» عن «البدن» ونزعها عنه بسبب بعض العوامل والتغيّرات التي تطرأ على البدن ممّا تجعل استمرار عملية الارتباط بينهما غير ممكنة.
وبعبارة أُخرى: انّ الروح الإنسانية تصل إلى درجة من الكمال تنتفي معه الحاجة إلى البدن المادي، وتصل النفس وتحت شروط معينة إلى درجة من الرقي بحيث تستطيع الانتقال إلى الحياة الأُخرى المناسبة لها من دون أن تستصحب معها لباسها المادّي.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 249