responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 242

بحر أو برد، ولا يوجد طائر أو حيوان أو ما شابه ذلك يعكّر عليه هدوءه، فلا طائر يصدح، ولا غراب ينعب، ولا حيوان يصيح،ولا حفيف شجر ولا تساقط ورق، ولا...، فلا يلامس أعضاءه شيء أبداً.

فإنّ الإنسان في الحالة المذكورة يغفل عن كلّ أعضائه الظاهرة والباطنة، وكونه جسماً ذا أبعاد، وحواسّه وقواه، والأشياء الخارجة عنه جميعاً، كلّ ذلك يغفل عنه،ولكنّه لا يغفل عن شيء واحد رغم ذلك كلّه، وهذا الشيء هو ثبوت ذاته، فإذاً أوّل الإدراكات على الإطلاق وأوضحها هو إدراك الإنسان نفسه، وظاهر انّ مثل هذا الإدراك لا يمكن أن يكتسب بحد أو رسم(أي من خلال التعريف)، أو يثبت بحجة أو برهان.[1]

والحقيقة انّ هذا البرهان لا يحتاج في تقريره إلى كلّ هذه المقدّمات الواسعة، بل يمكن إثباته بصورة مختصرة، فأنت ترى الإنسان قد يغرق أحياناً في التفكير والتأمّل بنحو يغفل عن كلّ شيء إلى درجة قد لا يلتفت ولا ينتبه إلى حوادث مهمة جداً تقع إلى جانبه، ولكنّه مع كلّ ذلك لا يغفل عن شيء واحد، وهو شخصيته العلمية وتفكيره وانّه إنسان مفكّر وهذه المسألة تحكي أنّ حقيقة الإنسان وواقعه شيء وراء البدن والأعضاء المادية، التي طالما يغفل عنها ولا يلتفت إليها.

4. الروح من وجهة الدراسات والبحوث العلمية الحديثة

إلى هنا تعرّفنا على وجود حقيقة تكمن وراء البدن يطلق عليها مفهوم «الروح».


[1] الإشارات والتنبيهات:2/292ـ 293، بتصرّف في العبارة; وانظر الشفاء قسم الطبيعيات:282.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست