responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 21

أيّة رابطة أو علاقة. قال تعالى معبراً عن تلك الحقيقة:(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ في شَيْء).[1]

الاتحاد في السنّة النبوية

لقد سلكت السنّة النبوية نفس المنهج القرآني في الحث على الاتّحاد والتآخي ولمّ الشمل ووحدة الصف، وأثنت على التماسك ورص الصفوف، وقد سعى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ترسيخ هذا المفهوم في وسط المجتمع الإسلامي من الناحية النظرية، كما سعى (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إنزاله إلى حيز التنفيذ بصورة عملية، ومن هنا كانت الخطوة الأُولى التي خطاها (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما وطأت قدماه الشريفتان أرض المدينة واستقر به الأمر فيها أن آخى بين قبيلتي الأوس والخزرج.

وقد انطلق (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله تعالى: (إِنّما المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ).[2]، ليصلح ويؤاخي بين هاتين القبيلتين اللّتين طالما خاضتا حروباً طاحنة بينهما، من هنا حاول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقضي على الآثار السلبية والضغائن والأحقاد التي خلفتها تلك الحروب بين القبيلتين، فعقد بينهما عقد الأُخوة الإسلامية، وأبدل الضغينة والكره والبغضاء بالود والمحبة والإلفة بين الجانبين.

ولقد كان لهذه الحركة وقع الصاعقة على رؤوس يهود المدينة الذين غاظهم هذا الموقف الحكيم من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فسعوا جادّين لضرب تلك الوحدة والإلفة بين المسلمين، وكان على رأس اليهود شخصية شديدة العناد لهذا المشروع يدعى (شاس)، إذ سعى جادّاً لإحباط مشروع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)


[1] الأنعام:159.
[2] الحجرات:10.
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست