نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 121
إنّ ذم المبتدع في هذه الآية المباركة ينطلق من كون عمله تدخّلاً في التشريع والتقنين الإلهي، وانّه افتراء على اللّه سبحانه،حيث حرّموا وحلّلوا من عند أنفسهم ومن دون إذنه سبحانه ونسبوا كلّ ذلك إليه تعالى.
كما ذمّ القرآن الكريم اليهود والنصارى لتلاعبهم وتصرفهم في كتبهم السماوية وتحريفهم لكلام اللّه وأحكامه سبحانه ثمّ نسبة ذلك التصرّف كلّه والتغيير إلى اللّه سبحانه ليصلوا من خلال هذا الطريق المنحرف والمنهج الملتوي إلى تحقيق أهدافهم ومآربهم المادية والدنيوية، قال تعالى:
لقد تصدّى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته بقوّة لأصحاب البدع والمتلاعبين بأحكام اللّه وقوانينه، واعتبروا عمل المبتدعين تصرّفاً مذموماً في الدين والشريعة، وأنّ عملهم هذا يُعدّ ضلالاً وغواية لهم وللآخرين ممّن يتبعهم في بدعتهم وتحريفهم. ويجدر بنا هنا أن نشير إلى الرواية التي نقلها علماء المسلمين عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي يكثر خطباء الجمعة افتتاح الخطبة بها، وهي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب اللّه، وأفضل الهُدى هدى محمد،