فأطلق الوحي على ما أودع في صميم وجود النحل من غريزة إلهية تهديه إلى أعماله الحيويّة الخاصّة.
ومنها قوله سبحانه:
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيه) . [1]
حيث إنّ تفهيم أُمّ موسى مصير ولدها كان بإلهام وإعلام خفي، عبّر عنه بالوحي.
ومنها قوله تعالى في وصف زكريّا:
(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً).[2]
والمعنى: أشار إليهم من دون أن يتكلّم، لاَمره سبحانه إيّاه أن لا يكلّم الناس ثلاث ليال سويّاً، فأشبه فعله، إلقاء الكلام بخفاء لكون الاِشارة أمراً مبهماً.
ومنها قوله تعالى:
(وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ) . [3]
ويعلم وجه استعمال الوحي هنا ممّا ذكرناه فيما سبقه.
وحي النبوّة
ولكنّ الغالب في استعمال كلمة الوحي في القرآن هو كلام اللّه المنزل على