قد تمرّض بأربعة أمراض صعبة آخرها مرض مفارقته الدنيا:
الأوّل: مرض المحرقة [1]؛تمرّض بها في أواخر ذي القعدة سنة ألف و ثلاثمائة و خمس عشرة،و كان مرضا شديدا أعيا عنه الأطباء و أيسنا منه و لم يبرئه إلاّ دعاء الفقراء و السادات،و ختم: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذٰا دَعٰاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ.. [2].
و من غريب ما رأيت منه في ذلك المرض أنّه عرضه السرسام [3]يوما و ليلة
[1] مرض المحرقة،و يقال له:التيفوئيد و التيفوس،مرض ميكروبي مسري،و هو شبيه الحصبة اليوم،و فيه حمى مع ارتفاع في حرارة البدن،لاحظ عنه:فرهنگ معين- فارسي-1181/1-3903/3،و لغتنامه دهخدا 525/42.
[2] سورة النمل(27):62. و لعلّه هو الّذي أشار إليه في كتابه القيّم مرآة الكمال في باب التوسلات 143/3 بقوله:و منها قراءة قوله تعالى..اثنى عشر ألف مرّة،ثمّ قال:فأنّي لم أجد فيها خطأ حتّى مع تعاون جمع من الاخيار على قراءتها.
[3] السرسام:كلمة فارسية مركبة من(سر)بمعنى الرأس،و(سام)بمعنى الورم و المرض، إلاّ أنّ الزمخشري في الفائق 144/2 ذهب إلى أنّ البرسام معناه:ابن الموت،و(بر) بالسريانية:الابن،و قد تصرفت فيه العرب فقالوا:باسام،و حرسام،..و على كل فهو الهذيان،و يقال له:متثريت،مرض يبدأ بزكام و صداع و حمى و وجع في العظام،ثمّ