نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 99
ويروى عن
الشعبى أنه لما بنى ساقا قال لإسماعيل : ائتنى بحجر ، فذهب إسماعيل إلى الوادى
يطلب الحجر ، فنزل جبريل ـ عليهالسلام ـ بالحجر الأسود ـ وقد كان رفع إلى السماء وقت الطوفان
ـ وجاء إسماعيل بحجر من الوادى ، فوجد إبراهيم قد وضع الحجر الأسود ، فقال : من
جاءك به؟ قال : من لم يكلنى إلى حجرك [١].
ويروى أنه لما
غرقت الأرض استودع الله ـ تعالى ـ الحجر الأسود بأبى قبيس ، وقال له : إذا رأيت
خليلى يبنى لى بيتا فأعطه إياه ، فلما ابتغى إبراهيم الحجر ، ناداه من أبى قبيس ،
فوفى إليه إبراهيم فأخذه ووضعه فى هذا الموضع الذى هو فيه اليوم.
ويروى : أن
إبراهيم ـ عليهالسلام ـ كان يبنى وإسماعيل يناوله الحجر ، حتى إذا بلغ موضع
الركن ؛ فإذا النداء من جبل أبى قبيس : يا إبراهيم ، إن لك عندى وديعة فأت فخذها ،
فعمد إلى الجبل فبرز له هذا الحجر الأسود ، فوضعه إبراهيم فى هذا الموضع الذى هو
فيه اليوم ؛ فلأجل ذلك سمى هذا الجبل أبا قبيس ؛ لأن الحجر الأسود اقتبس منه بعد
الطوفان. وقيل : سمى به ؛ لأنه كان فيه رجل يقال له : أبو قبيس بنى فيه البناء ،
فلما صعد إليه سمى جبل أبى قبيس [٢].
ثم انهدم البيت
فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته قبيلة من جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش. فلما
أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود تنازعوا فيه ، فقالوا : أول رجل يدخل علينا من هذا
الباب فهو يضعه ، فدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأمر بثوب فبسط ، ثم وضعه فيه ، ثم قال : ليأخذ من كل
قبيلة رجل من ناحية الثوب ، ثم رفعوه إلى
[١]أخرجه : الحاكم
فى المستدرك ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ؛ وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبى
، والصالحى فى سبل الهدى والرشاد ١ / ١٨٢ ، الاكتفا ١ / ٤٢.
[٢]أخرجه : السيوطى
فى الدر المنثور ٤ / ٣٥٤ ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن أبى حاتم من قول مجاهد ،
والفاكهى فى أخبار مكة ٤ / ٤٧ ، وابن جماعة فى هداية السالك ٣ / ١٣٢٤ ، والأزرقى
فى أخبار مكة ١ / ٥١ ، ٥٦ ، ٢ / ٢٦٦.
وأبو قبيس : أحد أخشبى مكة ، وهو الجبل
المشرف على الصفا ، وهو ما بين حرف أجياد الصغير إلى السويداء التى تلى الخندمة.
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 99