نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 5
مقدمة المحقق
بسم الله الرّحمن
الرّحيم
الحمد لله الذى
خلق الأرض واختار منها مواضع رفعها ، وأماكن شرّفها ، فسمّاها «بيوته» الكرام ،
ومشاعره العظام ، وأمر بطهارتها ، ونبّه على زيارتها ، وأذن أن ترفع ويذكر فيها
اسمه : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ
وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ
وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ
الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ)[١].
وفاوت بين تلك
المساجد فى التفضيل ، وبان ذلك لنا مفصلا فى سنة المصطفى ومحكم التنزيل ؛ فجعل
منها مسجدا أسس على التقوى ، قبلة عظيمة لمن اهتدى ، ومسجدا فضّله بالنبى المصطفى
، ومسجد زاد قدرا بليلة الإسرا ، فقال عزّ من قائل : (سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى)[٢].
وحظر رسول الله
صلىاللهعليهوسلم على الخلق أن يفضّلوا شيئا من المساجد عليها ، ونهى أن
تشّدّ الرّحال إلا إليها ، فله الحمد على ما أسبغ علينا من نعمه ، ونسأله المزيد
من فضله وكرمه.
ونشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة مبرأة من النفاق ، ومدخرة ليوم التلاق ،
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو
كره المشركون.
وبعد : فهذا
كتاب «إيثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة وإلى البيت العتيق» للإمام
محمد بن إسحاق الخوارزمى ، جمع فيه مؤلفه ما تفرّق من أخبار وفضائل المساجد
الثلاثة التى تشدّ إليها الرحال ، أقدمه للمكتبة الإسلامية ، معتمدا على الله
تعالى فى العون ، طالبا منه التسهيل والسداد ، فهو الموفّق للصواب ، وعليه الاتكال
، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.