نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 429
فإذا تجلى فى مرآة نظر قبول عين قلوبهم فالمتوقع منهم أن لا ينسونى من صالح
وإنما مرادهم بذلك :
أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله ، أو مما يكرهه الله ينصّ أو إجماع ،
كتلاوة القرآن ، والتسبيح والدعاء ، والصدقة ، والعتق ، والإحسان إلى الناس ،
وكراهية الكذب والخيانة ، ونحو ذلك.
فإذا روى حديث فى فضل بعض الأعمال
المستحبة وثوابها ، وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه
إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته ، والعمل به ، بمعنى : أنّ النفس
ترجو ذلك الثواب ، أو تخاف ذلك العقاب ، كرجل يعلم أن التجارة تربح ، لكن بلغه
أنها تربح ربحا كثيرا ، فهذا إن صدّق نفعه ، وإن كذّب لم يضره.
ومثال ذلك الترغيب والترهيب
بالإسرائيليات ، والمنامات ، وكلمات السّلف والعلماء ، ووقائع العلماء ، ونحو ذلك
مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعى لا استحباب ولا غيره ، ولكن يجوز أن يذكر فى
الترغيب والترهيب ، والترجية والتخويف.
فما علم حسنه ، أو قبحه بأدلة الشرع ،
فإنّ ذلك ينفع ولا يضر ، وسواء كان فى نفس الأمر حقا ، أو باطلا ، فما علم أنه
باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه ، فإنّ الكذب لا يفيد شيئا.
وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام ،
وإذا احتمل الأمرين روى لإمكان صدقه ، ولعدم المضرة فى كذبه.
وأحمد إنما قال : «إذا جاء الترغيب
والترهيب تساهلنا فى الأسانيد» ومعناه : انّا نروى فى ذلك الأسانيد وإن لم يكن
محدثوها من الثقات الذين يحتجّ بهم.
وكذلك قول من قال : «يعمل بها فى فضائل
الأعمال» إنما العمل بها فيها من الأعمال الصالحة مثل : التلاوة ، والذكر ،
والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة.
ونظير هذا قول النبى صلىاللهعليهوسلم ، فى الحديث الذى
رواه البخارى عن عبد الله بن عمرو : «بلّغوا عنى ولو آية ، وحدّثوا عن بنى إسرائيل
ولا حرج ، ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
مع قوله صلىاللهعليهوسلم ، فى الحديث الصحيح
: «إذا حدثّكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم» فإنه رخص فى الحديث عنهم ، ومع
هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم ، فلو لم يكن فى التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخّص
فيه ، وأمر به. ولو جاز تصديقهم بمجرد الإخبار لما نهى عن تصديقهم ، فالنفوس تنتفع
بما تظنّ صدقه فى مواضع.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة
تقديرا وتحديدا ، مثل صلاة فى وقت معين بقراءة معينة ، أو على صفة معينة لم يجز ذلك
؛ لأنّ استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعى ، بخلاف ما لو روى فيه «من
دخل السوق ، فقال : لا إله إلا الله كان له كذا وكذا» فإن ذكر الله فى السوق
مستحبّ لما فيه من ذكر الله بين الغافلين ، كما جاء فى الحديث المعروف : «ذاكر
الله فى الغافلين كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس».
فأما تقدير : الثواب المروى فيه فلا يضر
ثبوته ولا عدم ثبوته ، وفى مثله جاء الحديث الذى رواه الترمذى : «من بلغه عن الله
شىء فيه فضل ، فعمل به رجاء ذلك الفضل ، أعطاه الله ذلك.
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 429