نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 203
يا هذا أما سمعت قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ
عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ.)[١]وقيل : تعلق
بأستار الكعبة شاب ، وقال : إلهى لا شريك لك فيؤتى ، ولا وزير فيرشى ، إن أطعتك
فبفضلك ولك الحمد ، وإن عصيتك فبجهلى ولك الحجة علىّ ، فبإثبات حجتك علىّ وبانقطاع
حجتى لديك إلا غفرت لى. فسمع هاتفا يقول : الفتى عتيق من النار [٢].
وقال بعض السلف
: كنت بالمزدلفة وأنا أحيى الليل ، فإذا بامرأة تصلى حتى الصباح ومعها شيخ سمعته
يقول : اللهم إنا قد جئنا من حيث تعلم ، وحججنا كما أمرتنا ، ووقفنا كما دللتنا ،
وقد رأينا أهل الدنيا ؛ إذا شاب المملوك فى خدمتهم يذمّوا أن يبيعوه بل يعتقونه ،
وقد شبنا فى ملكك فارحمنا وأعتقنا من النار [٣].
قال بعض
الصالحين : كنت عاهدت الله أن لا أنظر إلى حسان الوجوه ، فبينا أنا فى الطواف وإذا
أنا بامرأة حسناء ، فتأملت فيها تعجبا ؛ فإذا بسهم من الهوى قد وقع فى إحدى عينى ،
وإذا عليه مكتوب : نظرت بعين العبرة فرميناك بسهم الأدب ، فلو نظرت بعين الشهوة
رميناك بسهم القطيعة.
وروى أن
إبراهيم بن أدهم [٤] ـ قدس الله سره ـ خرج ليلة من الليالى بمكة على أنه
يطوف بالبيت خاليا ـ وكانت ليلة مظلمة ـ فقال فى نفسه : وجدت الفسحة ، الليلة أطوف
أنا وحدى. فلما دخل الطواف إذا هو بسبعين ألف طائف ، فتحير وقال : ما رأيت خلقا فى
سائر الليالى مثل ما أرى هذه الليلة. فتعلق به شيخ وقال : يا إبراهيم هؤلاء كلهم
طلاب الخلوة طمعوا فيما طمعت فاجتمع الطماعون!
[٣]هداية السالك ١ /
١٦٨. وزاد «القارى» فى «رسالته» «فارحمنا بلطفك ، وأعتقنا بجودك» ثم ختم رسالته
بقوله : «فهذا طريق العلماء الأبرار والمشايخ الأخيار فى اجتنابهم الآثام والأوزار
؛ خوف المحاسبة فى دار القرار. والمعاقبة بالنار فى دار البوار».
[٤]هو : إبراهيم بن
أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر ، أبو إسحاق التميمى ، ويقال : العجلى البلخى
الزاهد ، ثقة مأمون. (انظر ترجمته فى : سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٨٧).
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 203