responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 194

نعم. قال : هل سكنت بها بجوارحك لرحمة الله تعالى؟ قال : لا. قال : ما بت بها. قال : وقفت بالمشعر الحرام؟ قال : نعم. قال : استشعرت بشعائر أهل الولاية؟ قال : لا. قال : ما وقفت بالمشعر الحرام. قال : رميت الجمار؟ قال : نعم. قال :رميت بذلك عيوبك كلها؟ قال : لا. قال : ما رميت. قال : حلقت رأسك بمنى؟قال : نعم. قال : نويت بذلك إسقاط الذنوب والأدناس كلها؟ قال : لا. قال : ما حلقت. قال : ذبحت هديك؟ قال : نعم. قال : نويت بذلك أنك ذبحت عدوك إبليس؟ قال : لا. قال : ما ذبحت. قال : رجعت إلى مكة وطفت بالبيت؟ قال :نعم. قال : نويت أنك رجعت عن كل ما سوى الله تعالى؟ قال : لا. قال : ما رجعت وما طفت وما حججت ، ارجع فعليك العود لأداء فريضتك.

وعلى هذا كان حج العارفين والزاهدين وزيارة العابدين والمشتاقين ، وهذه الحكاية مروية عن ذى النون المصرى فى كتاب «مناقب الأبرار» [١]. وذكرها النقاش أيضا فى «مناسكه» عن ذى النون رحمه الله.

وأنشد بعضهم فى هذا المعنى :

للناس حجّ ولى حج إلى سكنى

تهدى الأضاحى وأهدى مهجتى ودمى

يطوف بالبيت قوم لا بجارحة

بالله طافوا فأغناهم عن الحرم

إنّ الحبيب الذى يرضيه سفك دمى

دمى حلال له فى الحلّ والحرم

والله لو علمت روحى بمن علقت

قامت على رأسها فضلا عن القدم

يا لائمى لا تلمنى فى هواه ولو

عانيت مثل الذى عانيت لم تلم

وروى أنه حج زين العابدين علىّ بن الحسين [٢] ـ رضى الله عنهما ـ فلما أحرم واستوى على راحلته أصفر لونه وارتعدت فرائصه ولم يستطع أن يلبى ، فقيل له :مالك لا تلبى يا ابن سيدنا؟ فقال : أخشى أن يقال لى : لا لبيك ولا سعديك ،


[١] هو مناقب الأبرار ومحاسن الأخيار لابن خميس ، وتوجد له عدة نسخ خطية فى معهد المخطوطات العربية.

[٢]هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب ؛ وكان يكنى أبا الحسين ، وقيل أبا محمد. انظر صفة الصفوة (٢ / ٦٦).

نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست