لم يزل علم الصرف يدرّس بأبوابه
وتفريعاته ومصطلحاته منذ أكثر من ألف سنة ، ابتداء من القرن الثّاني للهجرة حيث
كان يدرّس في مساجد الكوفة ، والبصرة ، وبغداد ، وحتى عصرنا الحاضر حيث إنّه يحتلّ
الصدارة في مناهج دراسة طلّاب العلوم الإسلاميّة.
ومن الطّبيعيّ أنّ منهجيّة الدراسة طوال
هذه الفترة لم تكن على منوال واحد ، بل اختلفت كمّا وكيفا ، ومع ذلك فإنّا نرى أنّ
هذا العلم لا يزال وعر المسلك ، صعب المرتقى بالنسبة لطلّابه المبتدئين في عصرنا
الحاضر فهم يتعلّمونه وكأنّه عبأ ثقيل عليهم ؛ لذلك تعدّدت المحاولات الهادفة إلى
تبسيطه ، وتيسيره ، وتخليصه مما فيه من تعقيد وعسر شديدين، شعورا بمساس حاجة
الطالب إلى ذلك.
ويعتبر هذا الكتاب القيّم من المحاولات
الناجحة التي رمت إلى جعله أقرب تناولا ، وأبسط فهما ، وأيسر احاطة بحيث يكون
مذلّلا سائغا بالنسبة لرّواده الجدد.
فنلاحظ أنّ المؤلّف اتّبع اسلوبا جديدا
، وطريقة مبتكرة ، وعرضا حديثا في